Wednesday, December 30, 2009

شعر من فضة


قال ذات صباح انكِ أبتسامة كنت ابحث عنها ..

رأئيتك قبلأ .. قبل سنوات

وكنت يومها فى اوج شبابى

وانت برعما صغيرا أسميته نور ..

سالته .. كم عاما مضى .. قال لى عدى الشيب فى رأسى ..

قلت بل هى خيوط من فضة ...

سأترك اثرا على رأسك ... ألف قبلة ..

Friday, December 25, 2009

الذكرى السنوية الاولى للحرب على غزة

لاجل كل قطرة دم
لاطفال صغار ابرياء
لاجل الانسان
لاجل ان تقرع اجراس الكنائس
لتبشر بالسلام
املا بيوم لا رائحة للموت فيه
ولا صوت

Monday, December 14, 2009

مات حبا

يدور بين الناس يطالع فى كل الوجوه ..

فى ابتسامة وفى دمعة هاربة

يلاحق الاصوات بأحثا عنها

يستمع الى فيروز تغنى

يا حبيبى يا حبيبى يا دهب الغالى

ما سالتو علينا عتبنا كتير

وعا قد المحبة العتب كبير

ترددها وهى تداعب زهرة الياسمين .. وتدور كالفراشة .. تدور حول نفسها

فستانها القصير .. يداعبه الهواء بخفة .. تلملم اطرافه بيديها ضاحكة ... خجلة

ثم يعزف فى خياله لحن تتراقص وهى سعيدة .. آمنة بين ذراعيه ..

عيناها تلمع ببريق يدمر اخر مقاومة لديه ..

أحبك ... همسا .. ترى هل سمعتها .. الحمرة التى فى وجهها تخبره ..

انها رددتها قبل أن تسمعها ..

تركض فرحة نحو الشمس .. تحاول كلتاهما احتضان الاخرى ..

تلتف نحوه تناديه بيدين مفتوحتين .. وحولها هالة من النور ..

وكأنها ابنة الشمس ..

يغمض عيناه على صوت فيروز ..

مرقوا .. وفلو .. بقيت عبابى .. لحالى

وحدن ببقو .. مثل زهر البيلسان

يسرع الخطى نحو لاشئ .. وعيناه تلاحق الصور ..

لماذا هذا السكون فجاءة .. لم يعد هناك ضجيج .. سكت كل شى

صوت القطار .. والسيارات وصياح البائعين ..

يعلو .. يعلو وكأنه يطير .. ترى .. هل يستطيع ان يعانق الشمس

قد مات حبا ....

فأبتسامة الموت ترتسم على شفتى امرأة


Wednesday, December 9, 2009

حتى بعد الفراق




مازلت اذكر .. لم تغب عنى



كل هذه الاعوام ... وحدى انا فقط من يحمل الذكرى



مازال قلبى يذكرك



مازلت حبى الاول .. حبى الحقيقى



حتى بعد الفراق






لم اسال يوما ... ان كنت تذكرنى



رأيتك بعين خيالى الالاف المرات



جالسا هناك .. تطالع السماء



فى ميعاد لقائنا المعتاد


تردد .. أشتاق اليك وأحن اليك



فهل تقبلين قلبا ضالا



يحلم بالغفران






ولكنها احلام فى خيالى انا فقط



لحب لم يسألك يوما الاتحاد



لم يسألك يوما ان تكتب له الخلود



ذلك الحب لم يحرمك يوما



ولم يردعك يوما



ولم يقسو عليك يوما



حتى بعد الفراق






تمنى طفلا يشبهك



ويحمل اسمه كنيتك



تمنى .. وتمنى



ورغم ذلك يوما لم يسألك






وظل عاجزا بأنتظار رجعتك



لم يغب الامل






حتى بعد الفراق



Tuesday, December 1, 2009

رسالة الى سانتا


عزيزى سانتا

لاول مرة اكتب رسالة لك .. رغم أننى لم اعد طفلة ترغب باللعب

لا اريد حلوى ولا اكياس ملونة وعروس متحركة .. سئمت اللعُب ..

مازال لدى بعض منها .. احتفظ به للذكرى ..

بأننى كنت يوما طفلة مدللة ... كثيرة الشغب ..

أريد لهذا العيد .. عزيزى سانتا .. أبْ

لا يعرف النفاق او الكذب ..

هل انا كثيرة الطلب؟

ان قلت انى اريده للفرح ..

للحزن .. للنجاح ... للفشل .. اريده بلا سبب

يسير معى يوم عرسى .. الى حيث يقف من أحب ..

هناك عند مذبح الرب ..

يودعنى بقبلة .. ويستقبلنى بقبلة ..

هل انا كثيرة الطلب؟

شكرا عزيزى سانتا لاجل اعوامى المضت ..

انا املك كل شئ ... ولكن ما نفعه بلا أبْ

ارجوك سانتا

حقق لى فقط

هذا الطلـب

Saturday, November 28, 2009

فقط احبك




فى حضورك يغيب العقل منى ولا اعود نفسى ..

اشعر بأننى حرة بأن اقول لك كل ما أشتهى دون خوف ودون تردد

لا اتجمل ولا اردد كلمات لارضائك فقط اكون حبيبتك ..


خذنى الى حيث تريد واجتث ما بقى من جذورى فأنا اريد الانتماء اليك ..


اريدك بكل جوارحى واعشقك بكل نبض فى قلبى ..

Sunday, November 22, 2009

بعض من خربشات


أطلق لخيالى العنان .. لاعيش حلمى واصحو لاجد ان فى جناحى يعيش عمرا حلوا واحباء

أمد يدى واحلم انى فى يوم ما اعود أليك

اراك .. واخبرك انك كنت يوما تحت جناحى

ولكن السماء .. لم تستمع الى

فقدتك


.............................


عيناك سر الهوى .... قاتله محترفة الغوى

قديسا اذا شائت

بجرمها احتالت على قلبى

فعشق الجرم فيها فهوى

فرفقا بقلبى .. ورفقا بنبضى وما قد نوى


..........................


يا أيها الحب هل لى ان أسالك ماذا اجيبه الان ان جاء يطلب ما ملك

القلب لك لك .. يا ايها الملك

الحب لك لك .. هل حبى يخجلك

ام ذلك الخمر فى شفتى قد اثملك

انا رفضت كل الناس

نكرت كل الناس

لاكون لك

يا رجلى ... انا اعشقك


........................


أسجنى حيثما تشاء

فى الارض او معلقة فى السماء

واجعلنى محظيتك دون كل النساء

فليس ما اريد انا .. بل انت وما تشاء



اغار .. فلا تسافر



أغار عليك وكم هى قاتلة الغيرة الحمقاء هل تدرك


انى اغار عليك من دخان السجائر مقبلا اصابعك


ومن ألتصاق هاتفك حين يلامسك


ومن كل الاشياء المقربة اليك


من ذلك الصديق الذى لا يفارقك


انى اغار من عصبيتك


واندفاعك المجنون نحو السفر


وكأنها غريمتى تلك التى تخرج ذهبا اسودا


يحرق ما تبقى من ايمانى وصبرى على غربتك ..


أغار عليك من حبك لبلدك


تلك التى تحملها دائما معك فى قلبك


اشعر انها انثى تشاركنى حبك


فمتى اكون انا ارضك ..


وهويتك ومرفاء سكنك ..


لا تسافر ...


فقد مللت النظر فى كل الصور ..


كرهت يداى فى بحثها فوق الفراش الخالى عن دفئك


وسئمت من احتضانى للوسادة املا فى بعض عطرك ..


وهل بقى شيئا بعد طول هذا الفراق منك ...


لم يبقى فى الفراش سوى طيفك ..


ارجع ..


واسكت جسدى الثائر بحضنك ..


ارجع قبل ان تقتلنى نيران غيرتى عليك ..


فانا لا اكون ولا احيا .. الا بقربك


Tuesday, November 17, 2009

Tuesday, November 10, 2009

بين الشرع والدين


على ذكرى
همسة جاية من بعيد

وضحكة عيون مليانة
حلم مسروق من سنين

وايدين بالدفاء موعودة
وعلى راحتها جرح سكين

يسألنى مين هو
يسألنى وانا هو

انا وهو كمالة لقصة
صرلها سنين

يا قلوب ضيعان حقك
بين كلمة شرع ودين

شو الفرق لو صيامو شهر
وانا صيامى بالخمسين

Saturday, November 7, 2009

يا ايها الساكن فى فؤادى


ابحث عنك فى كل الوجوه
فألقاك تحتل كيانى ادمنت قربك
حتى وان كنا بغير مكان
ماذا فعلت بقلبى وعقلى




حتى غدا الزمان غير الزمان
الشوق قد تملكنى
اسرنى ... وعند مرفئك .. قد نسينى

انا اضعت الكثير ولما وجدتك
عادت الى حياتى
يا ايها الساكن فى فؤادى

وحدك من يحب ان يكتب عنه مدادى

وحدك من اصبح يملك الان فؤادى

تأمل كلماتى تجد كل حرف فيها

على اسمك ينادى



Monday, November 2, 2009

فى وداع ميت


وداعا ...


بكاء من عيون تزرف دمعها حزنا على حال ميت ..


تعلمون ان البكاء لا يعيدهم فتبكى العيون على حالها وما سيكون ما النفع ان بكت ..


كان هنا والان لم يكن .. يوم من الحزن ينتهى بمجرد ان يعلن رفع الحداد .. اسدل الستار


البعض يحتفظ بصورة معلقة على جدار قد يزول يوما او ينكسر الاطار ..


تطوى وتنسى ...


ملح البحر يزول ... التراب والماء يزول


وتطوف ارواحنا متعبدة للارض .. لا تفارقها


ستعود يوما الى خالقها ...


لتنحنى .. وترتجى رحمه


يا ايها الانسان يا منبع القسوة .. يا مجرم فى حقك نفسك اولا


وقاطعا لاواصل الاهل والاخوة ..


الان لن تفيدك الف دعوة ..


فات اوان البكاء ... لن تجديك الان الدمعة ..


التنور يحمى ..


لهذا اليوم ...


2/11/2009


Thursday, October 29, 2009

شهادة الميلاد

حين اقراء ما كتب على شهادة الميلاد افكر .. ماذا سيكتب ايضا بعد ذكر الاب والام

اليس واجبا ان يكتب عن دور كل منهم وواجباته .. هل فرض على شهادة الميلاد فقط ان تحمل الاسم وتاريخ الميلاد للطفل وماذا بعد الميلاد .. لن يظل الطفل طفلا ولن يظل الاب ابا والام اما ..

وما هو الاب .. ومن هى الام

تتغير جميع البنود فى شهادة الميلاد ما عدا الاسم .. وفى حالات كثيرة يتغير الاسم ببعض الجنيهات

اى انها فقط مستخرج رسمى .. يحمل الميلاد ولا يذكر تاريخ الموت .. موت حاملها

ستصدر وئيقة اخرى تحمل نفس التفاصيل كما فى شهادة الميلاد ولكن تختلف انها تحدد كم من السنوات امضاها حاملها وهل انتهى عمره صغيرا او عاش معمرا

وايضا لن تحمل افعال الاب والام .. وما جناه عليه اخرون وايضا ما جناه على نفسه هو ..

كم اتمنى لو قدر لى ان اكتب بيدى شهادة ميلادى لاكتب عن كل ما فعلوه بى .. وعما فعلته انا بنفسى

مجنونة ... نعم انا مجنونة لانى تكلمت عن نفسى وانا اكره من يتحدث عن نفسه كثيرا

فعذرا للمجانيين

ورغم ذلك ... اريد ان انال رضاه ..

رضاك يا ابى


قطرات مطر

عندما تقرر التسلل الى اوردتى ... ودون ان تدرك انك لم تكن لتحتلنى
لولا اننى اردت الشفاء من بعض ما اصابنى من وجع لا يخف
وقالو لى داويه بذات الداء ... لتنالى على يد اخر بعض الشفاء
سأراقب عزف اصابعك على منحنيات اعصابى
لتستقر سالمة عند بوابة الحنين فى اضلعى
لتسمح لحبك ان يحتلنى
الشوق المجنون اليك الساكن فى انفاسى
واللهفة الحذرة التى ترغب بك
تجعلنى انسانة قابلة للحياة
كالارض بعد جفاف
وبعض قطرات المطر
ولكن
حاذر
ان تلتصق بى
فنصبح كائنا واحدا
لا يقوى على الانفصال

يوم جديد


المرء يهدر الحياة دون ان يدرك ان غدا يتسرب من يديه كالماء .. لا ندرك ابدا قيمة الحياة الا حين نقف امام الموت ولا يترك لك مجال حتى لطلب غفران الله ان كان ظلمك يوما قد طال انسانا بريئا .. نظن ان غدا وكل يوم هو ملك لنا واننا سنعيش بطغياننا وبجبروتنا اعواما لا تعد ..


رؤيتى للنيران تجتاح العالم طوال سنين لم تحرك فينى ذلك الخوف من فقدان الحياة وانما كانت تحرك بداخلى مشاعر غاضبة لما يفعله البشر ببعضهم وتصورت كثيرا حجم الالم حين ارى اما منكوبة تحرقها خسارة ابن .. بنت .. زوج . كم من الدموع رأيتها على شاشات التلفاز وعلى صفحات الجرائد وقرائت قصص المرحلون والمشردون وكنت دائما اشعر بألم الانسانية فقط وليس ألم الكارثة .. كنت اصلى دوما طالبة من الله ان لا يرينى ذلك طوال حياتى .. كنت ادرك عجزى عن احتمال ذلك واننى اخاف البرق حين يضربنا فى الخريف واهرع الى غرفتى واعلى صوت مسجلى لتردد انغام احن الى سمعى من صوت البرق ..


خوفى كان يكبر كل يوم ... حين يزداد الالم العربى ..


نعم .. نحن فى امس الحاجة الى الخوف الان .. الخوف من ان غدا ليس كما نظن وليس ملك لنا .. لنعش اليوم كأننا لن نعش غدا .. هذه حقيقة ادركتها حين شعرت بصوت الخوف يعلو ويعلو ..


مع صوت النيران من حولنا .. وصوت المدافع ورؤية الدخان ..


صوت الانسان ينادى من حولى .. حرام حرام


تتدافع الاجساد النحيلة .. اصحاب القلوب الطيبة البسيطة.. عاملون .. مدرسين .. اطباء .. مهندسين .. الكل اصبح سواء .. الكل يبحث عن ملجاء .. بعينى رأيت كيف الشمالى والجنوبى اتحدا للنجاة من الموت .. المسلم والمسيحى وقفا معا للصلاة .. لان هذا الوطن وهذه الارض لم تجف بعد من بحر الدماء .. دارفور مازالت جرحا يكبر كل يوم والان اصبحت طريق الامنين الى الموت ..


اصوات الرصاص تنهال على مسامعنا كضربات المطر العنيف .. وصوت المدافع لاول مرة حقيقيا .. قريبا .. عاليا كالهدير .. لا تسطيع ان تسكته بكبسة زر كما اعتدت حين تراه مشهدا امامك .. هو الان واقعا والان طعم الدخان يلوث شفتيك .. والعرق ينفر من جلدك والقلب تتسارع نبضاته لتساوى حجم انفاسك ..


هذه هى الحرب .. هذا هو الشعور بالخوف وانك ستفارق مكانك الى مكان اخر .. حيث البكاء وصرير الاسنان .. لن تستطيع ان تعانق مودعا احبائك .. وان تراهم لاخر مرة ..


هذا سيحدث ذات يوم اجل .. ولكن نحن لا نترك للحقيقة مجال .. نكذب حتى على انفسنا وكأننا نعيش خالدين


اننا بخير .. كنا نهتف جميعنا معا .. اننا بخير


رغم اننا كنا بقلب الخطر .. ولكن رؤية تلك الوجوه من حولك وهى تصلى .. تبعث فى جسدك الشعور بالدفء وفى القلب تغمرك حالة من الطمانينة لذكر اسم الله ..


شعورك بانك تنتمى الى شعب بكل مشاعرك يدفعك للاحساس بهم يتمزقون خوفا وهلعا على من يواجهون الموت .. جنودا او ابرياء .. يرفضون القتل .. يرفضون السلاح يقبلون بسنين من الكبت والفقر ولا يقبلون بسنين من السواد .. من ظلام الليل


هذا الشعب هو اهلى .. وهذه الارض احتضنت لسنين عائلتى ولسنين اخرى .. هم يدركون بطيبة قلوبهم باننا مثلهم نتمزق لما نرى .. ونسمع لاننا على مركب واحدة .. ان تركناها .. كلنا سنغرق


كم شعرت بالفخر وانا ارى اولاد حارتى (الحلة) يحملون فى اياديهم قضبان الحديد والخشب ومنهم من حمل السلاح ليدافع عن جزء من ماضيه وحاضره .. ليدافع عن من اعتبرهم جزء من هذه الحياة .. الجيران هنا كالاهل .. فى الالم معا .. فى الفرح معا فلا يوجد ما يسمى انت اجنبى وانا ابن البلد ..


اسدل الليل ستاره على الجميع وظلت العيون والاسماع معلقة فى السماء ..


هل سيكون غدا لنا ...


ونحتفل كلنا .. بيوم جديد



لنبحث عن الحياة داخلنا قبل ان يدركنا اذان الفجر ..

فى ذكرى دخول المتمردين الى الخرطوم

Friday, October 9, 2009

فى مكان ما يختبئ حبه

فى مكان ما يختبئ حبه ..
فى قلبى جيدا خبأته
حتى اراه انا ... جميلا كما عشقته
الله ... ما احلى الرجوع اليه .. الله كم احببته
انا عن حبى له ما أخبرته
وكأن حبى ذنبا قد اقترفته ..
أحببته ...
كلاما لو به اخبرته ..
فلن تكفى كل الحروف الابجديه
او اجمل النصوص الشعريه فى وصفه ...

Sunday, September 27, 2009

عاد

تراك شعرت بأننى احتاج أليك ..
فدعوت قلبى الى النبض من جديد ..
أحقا رغم سنين الفراق مازلت تحمل صورتى ..
وتذكر ما احب وما كرهت ..
الغريب أنى بحثت عن ملامحك فى كل ما مر بى ..
وحملت فى قلبى عذر انك لن تكون لى ..
فسمحت لقلبى أن يدعو لك بنسيانى ..
ولم اعرف اننى اغلقت قلبى عليك ..
وسجنت بداخلى الف صورة لك ..
والف مثلها ذكرى ..

شى اخر يدفعنى الى الجنون
فأصرخ بملء صوتى بأسمك ..
فلتنهدم الدنيا فوق راسى .. لم اعد أبالى
الحب لا يعرف من انا ومن اكون
لا يعرفك انت ..
قسونا على بعضنا عامان او اكثر لا اذكر التاريخ
فقط دفئك الذى اذكر ..

من فى الشوق اكثر
من فى الحنين اكثر
لا يهم ... فالحب بيننا اكبر

Tuesday, September 15, 2009

هذيان

لم يتوقف الالم فى راسى .. بحثت عن بعض المسكنات فربما ارهاق وربما هو نتيجة تقلب اجواء البلاد ما بين عواصف تهدد بضرب أمان كل الناس ودرجات من الحرارة تحرق الجلد وتخنق الانفاس شعرت بدوار عنيف تماسكت يجب ان اتماسك فليس من طبعى ان اشتكى او اترك الراحة تسرى فى بدنى وذهنى .. فأنا اؤمن ان راحتى فقط حين يوارى جسدى الفانى تحت الارض
بحثت عن هاتفى .. لاتصل قبل ان يضيع الوقت فهذا موعد رنين هاتفه .. سيتصل وعندها سيزول الالم فهو وان كان يبعد عنى كبعد الشمس عن الارض الا ان كلمة واحدة منه تكفى لاشعر انه معى .. يشعر بى دون ان ابوح بكلمة .. أوليس هو اسباب تكوينى من ضلعه جبلت .. هكذا اراد الله ان يوحد بين رجل وامراءة .. وانا اردت ان اتحد به قبل ان يكللنى كاهن فى حرم كنيسة .. زوجته نفسى وروحى وكل تفكيرى .. بعد ان سلكت درب الترهب اعواما طويلة قررت ان اكون له .. ويكون لى .. سأودع صومعتى وامزق ذكريات حب قديم شاء ان يموت قبل ان يظهر الى النور .. قبل ان أعيش دوامة الاديان او يحاكم واحد فينا .. رجما او حرقا او نفيا الى حيث لا رجعة ..
فى حبه ترهبنت .. تنسكت .. لاجله فقط كنت اشعر بالحياة واكتب .. اكتب الكلمات التى طالما خبأتها خجلا من ان تكون مباحة امام رجلى .. خوفا من أن يعتبرها نابعة عن تجربة حقيقة .. لاجله اردت ان اكتسب المزيد .. ان أولد من جديد كما يريد ولكن لم اكن ادرك ان ذلك اول الطريق الى التنازل عن كل شى .. الحب ليس ان نغير فى انفسنا لاجلهم .. اى انها مساومة لاجل ان ننال قلب ربما لم يخلق لحبنا .. تاخرت حتى عرفت اننى كنت اول جانية بحق نفسى ..
كم من قلوب رفضتها لمجرد اننى احببت قلبا واحدا .. كم يد امتدت لتساعدنى على النهوض من مرضى والالامى ولم ابحث الا عن يده وكانت فقط تمتد لى حين يريد صاحبها .. اى بأرادته فقط
لم اسمع رنين لهاتفى .. امسكت حقيبتى وقررت ان اخرج .. ان اترك كل شى وامشى لبعض دقائق الى حيث ياخذنى الطريق هناك حيث اعتدت ان ابوح بأسرارى على ضفاف النيل .. تأملت صورتى على ماءه الصافى واهتزت بفعل الريح .. اى رسم تراه اعين الناس يكون جميلا وحين تقترب منه تكتشف أختلال الالوان وبهتان الملامح وكأنك ترى شيئا غير الذى رأته عيناك اول مرة .. هكذا كان من تصورت اننى احب ..
وكانت اخر محاولاتى .. ارسلت كلمة واحدة عسى ان يكون الرد اسرع من قرارى .. وصلت الرسالة اخبرتنى ان هاتفه مفتوح واستقبل الكلمة .. تماديت فى الحلم وانا اتخيل كيف يكون وجه الرسم حين يجد كلمة بحت له وحده بها .. تماديت وانا اراه يبتسم .. تماديت واصابعه تسرع فى كتابة رد .. تماديت فمددت يدى الى هاتفى واكتشف انى وقفت امام النيل اربع ساعات فى انتظار الرد ..
كان هذيانى قد اصبح واضحا لمن حولى وانا انفجر بالبكاء .. بكيت كمن يريد ان يطهر جسده من الدموع لان الدموع خطيئة وضعف .. ورؤيا غير واضحة .. هكذا هو تعريفى للدموع ..
عدت ادراجى وانا مازلت اهذى بفعل حمى غريبة .. لم يعتدها جسدى وشعرت بأن فى حلقى شئ .. وكان يدين تعتصران الكلام والنفس وكل شى وتهاويت .. على الارض
يومان وليلة وانا اردد اسما واحدا ولكن ومن اغرب مراحل الهذيان انه لم يكن اسم ذلك الرسم .. رفض عقلى وقلبى ان ينصاع الى الواقع وفضل ان يعود الى ماضى .. الى ذلك الحب الذى مات يوما .. سمع الاسم كل من حولى وظنو انى فى الطريق اليه .. ولكن كان مجرد نوبة من الحمى والكثير الكثير من رحمة الله على جسدى وعلى روحى .. مازال فى عمرى بقية ..