Tuesday, September 15, 2009

هذيان

لم يتوقف الالم فى راسى .. بحثت عن بعض المسكنات فربما ارهاق وربما هو نتيجة تقلب اجواء البلاد ما بين عواصف تهدد بضرب أمان كل الناس ودرجات من الحرارة تحرق الجلد وتخنق الانفاس شعرت بدوار عنيف تماسكت يجب ان اتماسك فليس من طبعى ان اشتكى او اترك الراحة تسرى فى بدنى وذهنى .. فأنا اؤمن ان راحتى فقط حين يوارى جسدى الفانى تحت الارض
بحثت عن هاتفى .. لاتصل قبل ان يضيع الوقت فهذا موعد رنين هاتفه .. سيتصل وعندها سيزول الالم فهو وان كان يبعد عنى كبعد الشمس عن الارض الا ان كلمة واحدة منه تكفى لاشعر انه معى .. يشعر بى دون ان ابوح بكلمة .. أوليس هو اسباب تكوينى من ضلعه جبلت .. هكذا اراد الله ان يوحد بين رجل وامراءة .. وانا اردت ان اتحد به قبل ان يكللنى كاهن فى حرم كنيسة .. زوجته نفسى وروحى وكل تفكيرى .. بعد ان سلكت درب الترهب اعواما طويلة قررت ان اكون له .. ويكون لى .. سأودع صومعتى وامزق ذكريات حب قديم شاء ان يموت قبل ان يظهر الى النور .. قبل ان أعيش دوامة الاديان او يحاكم واحد فينا .. رجما او حرقا او نفيا الى حيث لا رجعة ..
فى حبه ترهبنت .. تنسكت .. لاجله فقط كنت اشعر بالحياة واكتب .. اكتب الكلمات التى طالما خبأتها خجلا من ان تكون مباحة امام رجلى .. خوفا من أن يعتبرها نابعة عن تجربة حقيقة .. لاجله اردت ان اكتسب المزيد .. ان أولد من جديد كما يريد ولكن لم اكن ادرك ان ذلك اول الطريق الى التنازل عن كل شى .. الحب ليس ان نغير فى انفسنا لاجلهم .. اى انها مساومة لاجل ان ننال قلب ربما لم يخلق لحبنا .. تاخرت حتى عرفت اننى كنت اول جانية بحق نفسى ..
كم من قلوب رفضتها لمجرد اننى احببت قلبا واحدا .. كم يد امتدت لتساعدنى على النهوض من مرضى والالامى ولم ابحث الا عن يده وكانت فقط تمتد لى حين يريد صاحبها .. اى بأرادته فقط
لم اسمع رنين لهاتفى .. امسكت حقيبتى وقررت ان اخرج .. ان اترك كل شى وامشى لبعض دقائق الى حيث ياخذنى الطريق هناك حيث اعتدت ان ابوح بأسرارى على ضفاف النيل .. تأملت صورتى على ماءه الصافى واهتزت بفعل الريح .. اى رسم تراه اعين الناس يكون جميلا وحين تقترب منه تكتشف أختلال الالوان وبهتان الملامح وكأنك ترى شيئا غير الذى رأته عيناك اول مرة .. هكذا كان من تصورت اننى احب ..
وكانت اخر محاولاتى .. ارسلت كلمة واحدة عسى ان يكون الرد اسرع من قرارى .. وصلت الرسالة اخبرتنى ان هاتفه مفتوح واستقبل الكلمة .. تماديت فى الحلم وانا اتخيل كيف يكون وجه الرسم حين يجد كلمة بحت له وحده بها .. تماديت وانا اراه يبتسم .. تماديت واصابعه تسرع فى كتابة رد .. تماديت فمددت يدى الى هاتفى واكتشف انى وقفت امام النيل اربع ساعات فى انتظار الرد ..
كان هذيانى قد اصبح واضحا لمن حولى وانا انفجر بالبكاء .. بكيت كمن يريد ان يطهر جسده من الدموع لان الدموع خطيئة وضعف .. ورؤيا غير واضحة .. هكذا هو تعريفى للدموع ..
عدت ادراجى وانا مازلت اهذى بفعل حمى غريبة .. لم يعتدها جسدى وشعرت بأن فى حلقى شئ .. وكان يدين تعتصران الكلام والنفس وكل شى وتهاويت .. على الارض
يومان وليلة وانا اردد اسما واحدا ولكن ومن اغرب مراحل الهذيان انه لم يكن اسم ذلك الرسم .. رفض عقلى وقلبى ان ينصاع الى الواقع وفضل ان يعود الى ماضى .. الى ذلك الحب الذى مات يوما .. سمع الاسم كل من حولى وظنو انى فى الطريق اليه .. ولكن كان مجرد نوبة من الحمى والكثير الكثير من رحمة الله على جسدى وعلى روحى .. مازال فى عمرى بقية ..

1 comment:

Anonymous said...

مازال في عمري بقية" مثلك انا يا غاليتي ما زال في عمري بقية
لست اعرف لماذا لا نجد للرجال معانات تشبه معاناتنا في الحب او في محاولة نسيان من نحب
لا زلت اصر على ان الرجال لم يخلقو ليسكنو واجهة الصورة في وجه امراة ولا عمق القلوب في جسد امراة وانما خلقو ليسرو كما الدم في كامل الجسد ويخترقو مسامات الجلد والروح منا
مازلت استغرب كيف لرجل ان يفعل بامراة كل ال>ي تعجز عن فعله امة من الرجال
هو الحب
او هي الخرافات التي تسبق الوقوع بالحب وتتغذى بخيال العاشق الولهان الذي يرى في محبوبه اسطورة القلب الخالذة التي يكون العيش دونها اشبه بالعيش دون قلب ينبض او دم يسري في عروق الجسد
مازلت اعتقد اننا نحن النساء غبيات حد الذهول
غبيات حتى الحماقة
مازلت اعتقد ان احلام محقة حين تصفنا بالحمقاوات والغبيات وقليلات الحيلة والارادة
عزيزتي تعلمي من هذا القول بعض الحكمة
احبيه كما لم تحب يوما إمراة وانسه كما ينسى الرجال
انسه
انسه وشرعي بابك للغد
لا اقول التقطي حبا جديدا كما تلتقط الانفلونزا في موسم الشتاء البارد ولكن اقول لك استرجعي من بين ضلوعه القاسية روحا تدب فيها احلام الانثى التي تؤمن بحق العيش الى اخر الانفاس
تحياتي لك
تحياتي لقلمك المشرق نورا وادبا ورومانسية
تحياة لقلم كان يكتبني ايام الوجع العشقي فبات يكتبني ايام النسيان الحتمي
ليندة الساهر