Thursday, August 25, 2011

لن تطفئو الشمس


كل ما مضى فى خلال الخمسة اشهر كنت اردد بينى وبين نفسى انا غريبة لم اعش هناك لاعرف حقيقة الامر كل الذى يربطنى بعض الاصدقاء واكيد صلة الدم بالاقارب لكن لم اتنشق عبير نصفى الاخر ابدا .. لم اشعر بمواسمه كالخريف والشتاء .. عرفته ربيعا طوال العام .. هكذا تم رسمه فى خيالى .. وكنت اتابع الاخبار وقلبى يرتجف .. هل يصل الامر بهم كما الحال فى تونس ومصر .. والى اين يا سوريا بعد اعوام طويلة من الامان .. او هكذا تصورت بأن الامان والامن هو اكثر ما يعتازه الانسان ويسعى اليه ..

تنقلت بين صفحات مع الثورة وضد .. استمعت الى حوارات ومداخلات من الطرفين وكل يؤكد ان مقصده هو الحفاظ على الشعب وخاتمة كل حوار ان جميع المطالب عادلة للطرفين والتعديل اتى .. والتتغير لا جدل فيه ..

حتى اليوم .. لقد هوجم رسام كاركتير .. حين اغتيل حمزة ذلك الطفل لم اكتب .. وعلا جبلاوى .. ايضا لم اكتب لانى حسبتهم الياسمينات التى زرعت لنا لنشتم عبيرها ونحسدها .. اجل نحسدها على موت او على قتل دون مقاومة .. ليكون القصاص من قاتلهم مرتين .. فى الحياة وفى الاخرة .. خطفت ارواحهم دون ذنب .. من قتله بلا ضمير ..

اما كل شهيد فهو يملك ذنبا اسمه حرية .. لذلك حق لى وقتها ان اكتب وعدت للصمت مجددا خوفا من نفس السبب انا لم اعش بينهم لادرك حجم الوجع .. لادرك ما معنى ان تعيش عبدا لصنم وتمثال فرض عليك وانت الذى تركع لتصلى الى خالق الكون .. وتكبر وتهلل .. انت الذى تضم يداك امام الصليب لتقر بكل خشوع بخطاياك وتطلب المغفرة من الفادى .. الذى قبل ان يصلب عنك وليس ذلك التمثال الذى يصلبك اعواما ويطالب بالولاء .. والحب .. منحبك .. كلمة تجسد حقا قصة الحاكم الخالد المغرور الى درجة انه يمشى على دماء شعبه .. ولا يهتز له جفن ..

رسام الكاريكتير .. الاستاذ على فرزات هو اكبر من ان اعرف عنه ولكنه الدليل القاطع بأن كل شى مباح تحت جناح القانون .. كيف يمكن ان تقتلع ريشة من طائر حر .. فلا يصرخ .. هل تكسر يدى لانى لم ادين لك .. وتلك اليد هل هى وحدها من اصبحت خارج سربك ؟ كم من الايادى ستكسر بعد .. وكم من الحناجر ستقتلع وتسكت .. لن يطول بك الحال فسوريا لن تكون يدا واحدة .. او حنجرة قاشوش .. بل هى المقاومة .. الصمود .. ازهرى يا ياسمينات بلادى .. وانثرى عطرك على ربوعها .. فقد يبزغ الفجر قريبا وهم نائمون ..

لا .. لن تطفئو الشمس ..


No comments: