Wednesday, June 4, 2008

ودعنى ..وارحل


صمت .. ككل مرة ترحل فيها عنى .. تأخذ معك فى تلك الحقيبة السوداء كل شى .. لا تترك لى شيئا سوى رائحتك على وسادتى .. وطيفك المحتل لكل شبر من مملكتى الصغيرة .. اتابعك ويداى تعصران جسدى المرتجف وعيناى تحاولان حبس الدموع لكى لا تراها وتظن انها سلاحى لتبقى .. اصابعى تسكت الصرخة المكتومة فى اعماقى .. فتخرج الكلمات واهنة كما قلبى .. تسألك اتريد شيئا اخر .. اتراك تطلب شيئا يذكرك بى وانت هناك .. انظر اليك .. أرى بحثا دائما فى عينيك عن شيئا هنا او هناك .. لن تترك لى شيئا .. يذكرنى بأنى لست وحدى .. تومض عيناك للحظة اظن عندها بان فمك سيقول لى من رائحتك اسكبى على جسدى .. على ثيابى ودفاترى .. على تلك المحارم التى تزينها حروفنا معا .. ولكن يبوح فمك بما يخشى سمعى .. تذكرنى بأن اعيد كتبك الى صاحب المكتبة ذلك العجوز الذى يبحث بين اوراقها على ازهارى اليك .. على همساتى بين الاسطر .. سأتذكر لا تخاف ولكن بعد ان اغرقها بالقبل والدموع لانها اقتربت منك

ولمستك .. ونامت ليلا على صدرك .. تذكرنى بأن تلك النبته على نافذتى ستموت .. اسقها بالماء .. وانا .. اتتركنى عطشى وترحل .. احسدها

تذكرتها .. ونسيت أننى ايضا سأزبل

تسارع انت بالرحيل ويسارع النبض فى قلبى

تمهل على الدرج .. انا امد لك يدى اريد احتضانك .. اريد لذلك ان يدوم للابد .. فما اجمل ان تضمنى يداك .. أشعر عندها باننى سيدة الكون .. وكونى هو انت ..

ودعنى .. ودعنى ككل مرة .. ولكن تذكر .. أننى لن اعيش دهرا .. ولا اريد يوم ارحل .. موتا بعيدا عن يديك

No comments: