انا والقمر

اعتدت منذ طفولتى .. ان احادث القمر
أغلق الابواب .. تنام دميتى على السرير ..
وانا على النافذة .. ابوح بالاسرار ..
وهو .. صديقى المضئ يأتينى بالاخبار ..
عالم بكل ما يفعله البشر ..
يعرف الخفايا .. وماهى النوايا .. خير كان او شر ..
من ينام على فراش من حرير ..
ومن ينام مقيدا مذلولا .. أسير ..

هو وحده القمر .. يسرد القصص على مسامعى فى الخفاء ..
عن قلوب لا تخشى رب السماء ..
تسرق البراءة .. من عيون اطفالنا
والامان من صدور النساء ..
شبابنا وشيبنا يحملون كل يوم على اكتافنا شهداء ..
يحيل افراحنا الى سرادق العزاء ..

وبين قصة واخرى .. وبعينين خجلتين
يخبرنى القمر .. قصة عاشقين
وكطفلة شقية .. حين يكف عن الرواية ..
اشرع فى الصراخ .. وعلى خدى ارسم دمعتين ..
خبرنى يا قمر .. هل يتهامسان؟
اكاد اراهم .. المح امامى طيفان ..
يتناجيان ..
يتعانقان ..
يدها على يديه .. تتشابك اليدان ..
يغمرها بأمطار من الحنان ..
يزين شعرها الطويل بزهر الاقحوان ..
يحلمان ..
بطفل وطفلة .. يتشابهان ..
ومنزل صغير .. يحتويهم حين يكبران ..
اجبنى يا قمر .. احلامهم ستكتمل؟
هل يصمدان .. امام قسوة وغدر هذا الزمان ..
ام ستصبح القصة .. قصتان ...
سيقتل الحب .. فالزمان والمكان قاتلان ..
قصة اخرى ستطوى مع النسيان ..

سأغلق الان نافذتى يا قمر ..
فقد اتعبنى السهر ..
غدا فى مثل هذا الوقت سانتظر ..
فربما غذا سيكتب للحب ان يكبر ..
ان يعيش بيننا اكثر ..