Thursday, October 29, 2009

شهادة الميلاد

حين اقراء ما كتب على شهادة الميلاد افكر .. ماذا سيكتب ايضا بعد ذكر الاب والام

اليس واجبا ان يكتب عن دور كل منهم وواجباته .. هل فرض على شهادة الميلاد فقط ان تحمل الاسم وتاريخ الميلاد للطفل وماذا بعد الميلاد .. لن يظل الطفل طفلا ولن يظل الاب ابا والام اما ..

وما هو الاب .. ومن هى الام

تتغير جميع البنود فى شهادة الميلاد ما عدا الاسم .. وفى حالات كثيرة يتغير الاسم ببعض الجنيهات

اى انها فقط مستخرج رسمى .. يحمل الميلاد ولا يذكر تاريخ الموت .. موت حاملها

ستصدر وئيقة اخرى تحمل نفس التفاصيل كما فى شهادة الميلاد ولكن تختلف انها تحدد كم من السنوات امضاها حاملها وهل انتهى عمره صغيرا او عاش معمرا

وايضا لن تحمل افعال الاب والام .. وما جناه عليه اخرون وايضا ما جناه على نفسه هو ..

كم اتمنى لو قدر لى ان اكتب بيدى شهادة ميلادى لاكتب عن كل ما فعلوه بى .. وعما فعلته انا بنفسى

مجنونة ... نعم انا مجنونة لانى تكلمت عن نفسى وانا اكره من يتحدث عن نفسه كثيرا

فعذرا للمجانيين

ورغم ذلك ... اريد ان انال رضاه ..

رضاك يا ابى


قطرات مطر

عندما تقرر التسلل الى اوردتى ... ودون ان تدرك انك لم تكن لتحتلنى
لولا اننى اردت الشفاء من بعض ما اصابنى من وجع لا يخف
وقالو لى داويه بذات الداء ... لتنالى على يد اخر بعض الشفاء
سأراقب عزف اصابعك على منحنيات اعصابى
لتستقر سالمة عند بوابة الحنين فى اضلعى
لتسمح لحبك ان يحتلنى
الشوق المجنون اليك الساكن فى انفاسى
واللهفة الحذرة التى ترغب بك
تجعلنى انسانة قابلة للحياة
كالارض بعد جفاف
وبعض قطرات المطر
ولكن
حاذر
ان تلتصق بى
فنصبح كائنا واحدا
لا يقوى على الانفصال

يوم جديد


المرء يهدر الحياة دون ان يدرك ان غدا يتسرب من يديه كالماء .. لا ندرك ابدا قيمة الحياة الا حين نقف امام الموت ولا يترك لك مجال حتى لطلب غفران الله ان كان ظلمك يوما قد طال انسانا بريئا .. نظن ان غدا وكل يوم هو ملك لنا واننا سنعيش بطغياننا وبجبروتنا اعواما لا تعد ..


رؤيتى للنيران تجتاح العالم طوال سنين لم تحرك فينى ذلك الخوف من فقدان الحياة وانما كانت تحرك بداخلى مشاعر غاضبة لما يفعله البشر ببعضهم وتصورت كثيرا حجم الالم حين ارى اما منكوبة تحرقها خسارة ابن .. بنت .. زوج . كم من الدموع رأيتها على شاشات التلفاز وعلى صفحات الجرائد وقرائت قصص المرحلون والمشردون وكنت دائما اشعر بألم الانسانية فقط وليس ألم الكارثة .. كنت اصلى دوما طالبة من الله ان لا يرينى ذلك طوال حياتى .. كنت ادرك عجزى عن احتمال ذلك واننى اخاف البرق حين يضربنا فى الخريف واهرع الى غرفتى واعلى صوت مسجلى لتردد انغام احن الى سمعى من صوت البرق ..


خوفى كان يكبر كل يوم ... حين يزداد الالم العربى ..


نعم .. نحن فى امس الحاجة الى الخوف الان .. الخوف من ان غدا ليس كما نظن وليس ملك لنا .. لنعش اليوم كأننا لن نعش غدا .. هذه حقيقة ادركتها حين شعرت بصوت الخوف يعلو ويعلو ..


مع صوت النيران من حولنا .. وصوت المدافع ورؤية الدخان ..


صوت الانسان ينادى من حولى .. حرام حرام


تتدافع الاجساد النحيلة .. اصحاب القلوب الطيبة البسيطة.. عاملون .. مدرسين .. اطباء .. مهندسين .. الكل اصبح سواء .. الكل يبحث عن ملجاء .. بعينى رأيت كيف الشمالى والجنوبى اتحدا للنجاة من الموت .. المسلم والمسيحى وقفا معا للصلاة .. لان هذا الوطن وهذه الارض لم تجف بعد من بحر الدماء .. دارفور مازالت جرحا يكبر كل يوم والان اصبحت طريق الامنين الى الموت ..


اصوات الرصاص تنهال على مسامعنا كضربات المطر العنيف .. وصوت المدافع لاول مرة حقيقيا .. قريبا .. عاليا كالهدير .. لا تسطيع ان تسكته بكبسة زر كما اعتدت حين تراه مشهدا امامك .. هو الان واقعا والان طعم الدخان يلوث شفتيك .. والعرق ينفر من جلدك والقلب تتسارع نبضاته لتساوى حجم انفاسك ..


هذه هى الحرب .. هذا هو الشعور بالخوف وانك ستفارق مكانك الى مكان اخر .. حيث البكاء وصرير الاسنان .. لن تستطيع ان تعانق مودعا احبائك .. وان تراهم لاخر مرة ..


هذا سيحدث ذات يوم اجل .. ولكن نحن لا نترك للحقيقة مجال .. نكذب حتى على انفسنا وكأننا نعيش خالدين


اننا بخير .. كنا نهتف جميعنا معا .. اننا بخير


رغم اننا كنا بقلب الخطر .. ولكن رؤية تلك الوجوه من حولك وهى تصلى .. تبعث فى جسدك الشعور بالدفء وفى القلب تغمرك حالة من الطمانينة لذكر اسم الله ..


شعورك بانك تنتمى الى شعب بكل مشاعرك يدفعك للاحساس بهم يتمزقون خوفا وهلعا على من يواجهون الموت .. جنودا او ابرياء .. يرفضون القتل .. يرفضون السلاح يقبلون بسنين من الكبت والفقر ولا يقبلون بسنين من السواد .. من ظلام الليل


هذا الشعب هو اهلى .. وهذه الارض احتضنت لسنين عائلتى ولسنين اخرى .. هم يدركون بطيبة قلوبهم باننا مثلهم نتمزق لما نرى .. ونسمع لاننا على مركب واحدة .. ان تركناها .. كلنا سنغرق


كم شعرت بالفخر وانا ارى اولاد حارتى (الحلة) يحملون فى اياديهم قضبان الحديد والخشب ومنهم من حمل السلاح ليدافع عن جزء من ماضيه وحاضره .. ليدافع عن من اعتبرهم جزء من هذه الحياة .. الجيران هنا كالاهل .. فى الالم معا .. فى الفرح معا فلا يوجد ما يسمى انت اجنبى وانا ابن البلد ..


اسدل الليل ستاره على الجميع وظلت العيون والاسماع معلقة فى السماء ..


هل سيكون غدا لنا ...


ونحتفل كلنا .. بيوم جديد



لنبحث عن الحياة داخلنا قبل ان يدركنا اذان الفجر ..

فى ذكرى دخول المتمردين الى الخرطوم

Friday, October 9, 2009

فى مكان ما يختبئ حبه

فى مكان ما يختبئ حبه ..
فى قلبى جيدا خبأته
حتى اراه انا ... جميلا كما عشقته
الله ... ما احلى الرجوع اليه .. الله كم احببته
انا عن حبى له ما أخبرته
وكأن حبى ذنبا قد اقترفته ..
أحببته ...
كلاما لو به اخبرته ..
فلن تكفى كل الحروف الابجديه
او اجمل النصوص الشعريه فى وصفه ...